تنافس عربي للفوز بأبطال أوروبا

إنجلترا, منذ 3 عام و 6 شهر هيئة التحرير

فكلا الفريقين يضع لقب دوري أبطال أوروبا كهدف أساسي له منذ زمن، لكن أيّاً منهما لم ينجح في ذلك. شاءت الأقدار أن تضع الفريقين الممولين عربيا في مواجهة مباشرة، فأي منهما يا ترى سينجح في الوصول لنهائي أبطال أوروبا؟

 

ستكون المواجهة المرتقبة غدا الأربعاء (28 أبريل 2021)، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين مانشستر سيتي الإنكليزي وضيفه باريس سان جرمان الفرنسي صراعاً بين « الأغنياء الجدد » في عالم كرة القدم الأوروبية.

 

عندما انتقلت ملكية سيتي في صيف 2008 لمجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار كان الفوز بلقب دوري الأبطال الهدف الأسمى. كذلك كان حال سان جرمان حين انتقلت ملكيته عام 2011 لمجموعة قطر للاستثمارات الرياضية.

 

منذ ذلك الحين، أنفق الناديان أموالاً طائلة للوصول إلى لقب الأبطال لدرجة أنهما خالفا قواعد اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي للعبة وتعرضا لعقوبات.

 

ومع ذلك لم يظفر أيّ منهما بالكأس « ذي الأذنين »، فيما كاد سان جرمان أن يحقق الهدف المنشود الموسم الماضي، لولا سقوطه في نهائي المسابقة أمام بايرن ميونيخ الألماني.

 

أما سيتي، فكانت أفضل نتيجة له وصوله الى نصف النهائي عام 2016 حين توقف مشواره على يد عملاق المسابقة ريال مدريد الإسباني.

 

مواجهة مباشرة

 

وبعيداً عن الملكية الخليجية، ستكون المواجهة بين الاثنين قمة في الإثارة. فهي ستجمع بين فريقين هجوميين يعجّان بالنجوم وبقيادة مدربين محنكين يعرفان بعضهما جيداً هما الإسباني بيب غوارديولا من ناحية سيتي، والأرجنتيني ماوريسبو بوكيتينو من الجهة المقابلة. ويجدد المدربان الموعد بعد أن تواجها لأعوام عدة في الدوري الممتاز حين كان بوكيتينو مدرباً لتوتنهام.

 

ويتفوق غوارديولا بشكل كبير على نظيره الأرجنتيني، بواقع عشرة انتصارات مقابل ثلاث هزائم وخمسة تعادلات، من ضمنها مواجهاتهما التسع (5 انتصارات، 3 تعادلات وهزيمة واحدة) كمدربين للجارين اللدودين برشلونة وإسبانيول اللذين دافعا عن ألوانها كلاعبين أيضاً.

 

ويدخل الفريقان اللقاء المرتقب بمعنويات مرتفعة، لاسيما سيتي المتوج لتوه (الأحد الماضي) بلقب كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة على حساب فريق بوكيتينو السابق توتنهام بهدف نظيف.

 

ومحليا، يسير سيتي بثبات أيضاً نحو استعادة لقب الدوري الممتاز من ليفربول بما أنه يتقدم بفارق 11 نقطة عن أقرب ملاحقيه، جاره اللدود مانشستر يونايتد، فيما يخوض سان جرمان صراعاً حامياً مع ليل من أجل الاحتفاظ بلقب الدوري الفرنسي الذي يتصدره الأخير بفارق نقطة عن نادي العاصمة قبل أربع مراحل على نهاية الموسم.

 

التحديات

 

يقرّ غوارديولا، الفائز باللقب مرتين كمدرب لبرشلونة عامي 2009 و2011، من جهته، بصعوبة المواجهة أمام العملاق الفرنسي، قائلاً إنه « من شبه المستحيل السيطرة عليهم طيلة الدقائق التسعين. علينا إنهاء مراجعة الفريق جيداً ». وتابع « يملكون لاعبي النوعية، لا أتحدث هنا عن (البرازيلي) نيمار و(كيليان) مبابي وحسب، بل (الأرجنتيني أنخل) دي ماريا و(الألماني يوليان) دراكسلر عندما يلعبان. أتحدث عن نوعية لاعبين مثل (الأرجنتيني الآخر لياندرو) باريديس، (الإيطالي المتعافي مؤخراً من كورونا ماركو) فيراتي، وعن الشخصية التي يلعب بها (الفريق) ».

 

ورأى غوارديولا أن سان جرمان « منظم أيضا في الخلف لكننا في نصف نهائي دوري الأبطال وإذا لعبت ضد تشلسي، (ريال) مدريد، أو أي فريق آخر، فستكون المواجهة صعبة على الدوام ».

 

ويخوض سيتي اللقاء على خلفية 30 فوزاً في آخر 33 مباراة خاضها ضمن جميع المسابقات، كما أنه لم يذق طعم الهزيمة في دوري الأبطال هذا الموسم حيث فاز بجميع مبارياته باستثناء واحدة، وقد وصل الى نصف النهائي بعدما تخطى بوروسيا دورتموند الألماني 4-2 بمجموع المباراتين.

 

قاهر بايرن

 

أما سان جرمان الذي وصل أيضاً الى نصف نهائي الكأس الفرنسية حيث يلتقي مونبلييه في 12 ماي، فيدخل لقاء ستاد الاتحاد على خلفية 7 انتصارات في مبارياته العشر الأخيرة ضمن جميع المسابقات، إحداها الخسارة أمام ضيفه بايرن ميونيخ صفر-1 في إياب ربع نهائي دوري الأبطال لكن من دون أن يؤثر ذلك على الثأر لخسارته نهائي الموسم الماضي، بفوزه ذهاباً خارج ملعبه 3-2 بفضل ثنائية لمبابي الذي أقلق جمهور النادي الباريسي بخروجه مصاباً أواخر مباراة الدوري ضد متز (3-1) بعد تسجيله ثنائية أيضاً، لكن بوكيتينو طمأن بأن الإصابة طفيفة.

 

وقال الأرجنتيني بعد مباراة السبت « كيليان كان هادئاً ومسترخياً. نأمل بأن تكون مجرد أوجاع كدمة »، مطمئناً « لا نعتقد بأنه أي شيء خطير ».