لم يكن من المعتاد أن تتفق الصحف في كتالونيا معقل برشلونة وفي باقي أنحاء إسبانيا على عنوان واحد، لكن صحيفتا "سبورت" الكاتلونية و"آس" المدريدية اتفقتا على عنوان واحد هو "عار تاريخي" بعد الهزيمة المهينة لبرشلونة أمام بايرن.
انهار فريق برشلونة وخرج بشكل مهين من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم بالهزيمة الثقيلة للغاية 2 / 8 أمام بايرن ميونخ الألماني، ليخلو المربع الذهبي من أيّ فريق إسباني للمرة الأولى منذ 13 عاما.
وكان أتلتيكو مدريد الإسباني ودع البطولة أمس الأول الخميس بالهزيمة 1- 0.
ولكن معظم التركيز أصبح الآن منصبا على برشلونة وحالة الارتباك التي يعيشها الفريق والنادي الكتالوني بعد هذه الهزيمة المهينة.
وذكرت صحيفة « آس » أن بايرن « سحق » منافسًا « مثيرا للشفقة » وأن برشلونة يعيش حاليا حالة من « السخرية المؤلمة ».
وذكرت صحيفة « سبورت » أن بايرن « سخر من برشلونة » في « أمسية كابوسية ».
وفي تقييم الصحيفة للاعبين، كان لويس سواريز وجوردي ألبا فقط هما من حصلا على درجات فيما حصل الباقون على درجة « صفر » على الأداء في هذه المباراة.
وكان تعليق « سبورت » على أداء كيكي سيتين المدير الفني لبرشلونة: « لا يمكن أن يستمر مع الفريق حتى لمدة يوم واحد آخر. المهمة كانت أكبر كثيرا منه. ليس لديه ما يقدمه »، بينما اكتفت صحيفة « ماركا » الإسبانية الرياضية بكلمة واحدة بحجم الصفحة الأولى كله وهي « الخزي ».
وأوضحت الصحيفة أنّ أوّل موسم لبرشلونة بدون أي ألقاب منذ آخر موسم للفريق بقيادة المدرب الهولندي فرانك ريكارد عام 2008.
وذكرت: « نهاية حقبة » في النادي.
وكتبت في عنوان تقريرها عن المباراة: « كارثة تاريخية »، وحصل ثلاثة لاعبين فقط على درجات في تقييم الصحيفة للاعبي الفريق وهم حارس المرمى الألماني مارك أندري تير شتيجن وفرانكي دي يونج وليونيل ميسي.
ولم يكن الحال أفضل من هذا في صحيفة « إل موندو ديبورتيفو » التي وصفت الهزيمة في مباراة الأمس بأنها « أم كل الكوارث » وأشارت إلى أن الهدفين المتأخرين لفيليب كوتينيو المعار إلى بايرن ميونخ ضاعفا من الشعور بالحرج وخيبة الأمل.
وأوضحت أن بايرن لم يقهر برشلونة فحسب وإنما استعان في ذلك بأحد لاعبي برشلونة في إشارة إلى كوتينيو المعار من برشلونة لبايرن.
وقال غوسيب ماريا بارتوميو رئيس نادي برشلونة : « سنتخذ قرارات معينة.. بعضها تم اتخاذه بالفعل قبل المباراة ».
ولكن كانت هناك دعوات لواحد من تلك القرارات الكبيرة وهو أن يكون الإعلان عن الانتخابات مبكرا وقبل عام واحد من النهاية الرسمية لفترة بارتوميو.
وقال فيكتور فونت المرشح المحتمل لرئاسة النادي: « مر النادي بسنوات عديدة من الخزي والحزن »، موضحاً « الشعور بهذه الليلة لا يمكن أن يوصف بأي شيء سوى الإذلال.. دعونا لا نطيل المعاناة أو نفقد المزيد من الوقت الثمين. نحن بحاجة إلى استقالة بارتوميو وإجراء الانتخابات ».
ودعا جيرارد بيكيه المدافع المخضرم بفريق برشلونة إلى إجراء تغيير وقال: « لأننا يجب أن نعترف بأننا سقطنا في القاع. ليس فقط كلاعبين، وإنما كناد. لسنا على الطريق الصحيح ».
وأضاف : « إذا كان علي أن أذهب لتغيير الأشياء، فسأكون أول من يقبل ذلك. كانت هذه مباراة مرّوعة ، إنه شعور مروع. إنه أمر مخز. من الناحية الهيكلية، نحتاج إلى تغييرات على جميع المستويات ».
ومع ذلك، فإن إجراء الانتخابات مبكرا أمر غير مرجح حيث يتوقع أن يستمر بارتوميو رئيسا للنادي في سنته الأخيرة ويركز على إيجاد مدرب جديد.
وبالنسبة لسيتيين الذي وصل الى الفريق في يناير الماضي خلفا لإرنستو فالفيردي، فإنه « من المبكر الحديث عما إذا كنت سأواصل المهمة أم لا، والأمر ليس مرتبطا بي ».
لكن في الكواليس، الأمر محسوم بالتأكيد لأنه لا يمكن أن تمر هزيمة من هذا النوع بدون أن يدفع أحد ما الثمن الذي قد يطال الكثيرين وليس المدرب وحسب، بعدما تبين أن قوة الفريق مرتبطة وحسب بالأداء الذي يقدمه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، رغم أن أحدا ليس باستطاعته وحيدا قيادة فريق الى المجد بغض النظر عن عظمته وقدراته.