غادر نادي المغرب التطواني قسم الأضواء، ليس فقط كنتيجة رياضية، بل كخلاصة مؤلمة لسنوات من التسيير المرتبك، في مدينة تتنفس كرة القدم وتعيشها كأكسجين يومي.
في شوارع تطوان، خيّم الصمت بعد الهبوط. لم تعد "الماط" فقط خارج البطولة برو، بل باتت خارج وجدان جمهورها الذي كبر على لحظات المجد، من لقب 2012 إلى تتويج 2014، ومن ذكريات الزمن الجميل مع أسماء صنعت تاريخ النادي، إلى حاضر باهت عنوانه الإهمال والنسيان.
الحمامة البيضاء لم تجد من ينتشلها من براثن الانهيار، لا مسؤولين أوفياء ولا منتخبين صادقين. سقطت وسط عجز الجميع عن الدفاع عن واحد من أبرز رموز المدينة. فبينما تحلق أندية مدن أخرى نحو الاحترافية استعداداً لآفاق مونديال 2030، اختارت تطوان أن تكتفي بمشاهدة الانهيار من المدرجات.
تطوان ليست مجرد مدينة.. هي مدرسة كروية وتاريخ عريق، لكن صمت مسؤوليها خذلها، وترهل أجهزتها الإدارية عمّق الجراح. الهبوط اليوم ليس نهاية المطاف، لكنه نداء أخير: من أجل التغيير، من أجل التجديد، من أجل عودة الحمامة إلى البطولة، لا بد من نهضة حقيقية.