يدخل ريال مدريد مباراته ضد ضيفه فياريال الخميس ضمن المرحلة السابعة والثلاثين ما قبل الأخيرة من الدوري الإسباني لكرة القدم، لحسم اللقب وإزاحة غريمه برشلونة عن عرش الموسمين الماضيين.
ويدخل فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان المرحلة التي تقام كل مبارياتها في اليوم ذاته، متصدرا الترتيب بفارق أربع نقاط عن غريمه الكاتالوني الذي يستضيف أوساسونا.
ويمكن للنادي الملكي ان يضمن إحراز لقبه الرابع والثلاثين في الليغا وتعزيز رقمه القياسي، بموجب سيناريوهات عدة، أضمنها الفوز على فياريال دون الالتفات لنتيجة برشلونة.
لكن النادي الملكي الذي يحتاج فقط الى نقطتين في المباراتين المتبقيتين، سيكون قادرا أيضا على التتويج أيضا في حال فشل غريمه الكاتالوني في الفوز على ضيفه.
ويبدو ريال مرشحا فوق العادة لحسم اللقب دون انتظار المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة المقامة الأحد، في ظل نتائجه المثالية منذ استئناف الليغا في حزيران/يونيو الماضي بعد توقف لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد.
وحقق النادي الملكي تسعة انتصارات في تسع مباريات منذ العودة، آخرها الإثنين في المرحلة الثانية والثلاثين ضد مضيفه غرناطة (2-1).
وشدد زيدان بعد الفوز الذي حمل الرقم 25 للفريق في 36 مباراة (مقابل ثمانية تعادلات وثلاث هزائم)، على ضرورة "أن نكون فخورين جدا بالفريق لأنه ليس من السهل تحقيق 9 انتصارات في 9 مباريات".
وحذر قائلا "لدينا مباراتان أخريان ولم نفز بأي شيء بعد. لقد حققنا ثلاث نقاط مهمة، لكننا سنلعب الخميس وعلينا التعافي سريعا. نتطلع للفوز بالليغا وبكل شيء أمامنا".
وتابع "اقتربنا من تحقيق غايتنا، لكننا لم نصل الى الهدف بعد".
ينسب الى زيدان فضل كبير في ما يقدمه ريال. بعد تجربة أولى للنجم الدولي السابق في تدريب النادي شملت ثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال واللقب الأخير في الليغا عام 2017، عاد الفرنسي الى مقاليد الإدارة الفنية في منتصف الموسم الماضي، بعد تجربتين مخيبتين على التوالي لجولن لوبيتيغي (المدرب الحالي لإشبيلية) وخليفته الأرجنتيني سانتياغو سولاري.
أخرج زيدان من بعض لاعبي ريال أفضل ما لديهم: أهداف مواطنه كريم بنزيمة (ثاني ترتيب هدافي الليغا هذا الموسم مع 19 هدفا، بفارق ثلاثة فقط خلف القائد الأرجنتيني لبرشلونة ليونيل ميسي)، لمحات الكرواتي لوكا مودريتش التي أعادت الى الأذهان كرته الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2018، ودور محوري لقائد الفريق سيرخيو راموس، زادته أهمية أهداف من نقطة الجزاء كانت فاصلة مرارا في منح النقاط الثلاث، وخيارات في التشكيلة الأساسية أثبتت نجاعتها على المستطيل الأخضر، على رغم انها لاقت انتقادات المشجعين في بعض الأحيان.
في مقال نشرته صحيفة "ماركا" المدريدية الثلاثاء، اعتبر المعلق روبن خيمينيز ان أي انتقاد لزيدان هو في غير محله. وقال "في لقبَي الليغا (2017 والمرتقب) قاتل يوما بيوم، اللاعبون بذلوا الجهد والعرق لثمانية وثلاثين مرحلة، وهو اعتمد على 38 تشكيلة أساسية مختلفة".
وتابع "انتقاد زيدان سخيف. هم (منتقدون) لا يتعلمون، ويواصلون القيام بذلك".
- سواريز يقرّ بمسؤولية برشلونة -
من جهته، تعثر برشلونة مرارا في فترة ما بعد العودة، وخسر الصدارة التي كانت في حوزته قبل تعليق مباريات الدوري في آذار/مارس.
عانى النادي الكاتالوني على أكثر من صعيد: تباينات خافية بين الإدارة واللاعبين وفي مقدمهم ميسي المتردد - بحسب التقارير الصحافية - في تجديد عقده الممتد حتى نهاية الموسم المقبل، انتقادات لضعف مدربه كيكي سيتيين وخياراته، وأداء مخيب في بعض المباريات أفقده نقاطا ثمينة.
ومنذ عودة الدوري، حقق برشلونة ثلاثة تعادلات وستة انتصارات، آخرها الفوز السبت بهدف يتيم على بلد الوليد.
بالنسبة الى الأوروغوياني لويس سواريز، ثاني هدافي برشلونة هذا الموسم في الليغا خلف ميسي، دفع برشلونة ثمن أخطائه.
وقال في تصريحات لصحيفة "موندو ديبورتيفو"، "علينا ان ننتقد أنفسنا (...) لقد تركنا (اللقب) يفلت منا".
وتابع "ندرك ان المسؤولية تقع علينا، نحن لا نبحث عن أعذار. الآن، للحفاظ على شرف برشلونة، علينا الفوز في المباراتين المتبقيتين وبعدها التركيز على دوري أبطال أوروبا الذي يمكننا القتال لأجله".
وبعد نهاية الموسم المحلي، سيكون على النادي الكاتالوني خوض مباراة الإياب في الدور ثمن النهائي للمسابقة القارية العريقة، عندما يستضيف نابولي الإيطالي (1-1 ذهابا) في الثامن من آب/أغسطس المقبل.
ويواجه ريال أيضا مهمة صعبة في إياب ثمن النهائي، اذ يتوجب عليه قلب تأخره ذهابا (1-2) أمام مانشستر سيتي الإنكليزي. وفي حال تمكن قطبا الكرة الإسبانية من تخطي ثمن وربع النهائي، ستجمع مواجهة مرتقبة بينهما في نصف النهائي، بحسب قرعة المسابقة التي أقيمت الأسبوع الماضي.
وحسمت أربعة أندية المراكز الأربعة المؤهلة الى دوري الأبطال في الموسم المقبل، هي ريال وبرشلونة وأتلتيكو مدريد الثالث واشبيلية الرابع.
وتتواصل يين أتلتيكو وإشبيلية المعركة على إنهاء الموسم في المركز الثالث، اذ يتقدم القطب الثاني للعاصمة بفارق الاهداف.
ويحل أتلتيكو الخميس ضيفا على خيتافي، بينما سيكون إشبيلية في ضيافة ريال سوسييداد المنافس على إحدى بطاقتي التأهل الى مسابقة "يوروبا ليغ"، مثله مثل فياريال.
ويحتل فياريال المركز الخامس برصيد 57 نقطة، وبفارق ثلاث نقاط عن كل من خيتافي السادس وسوسييداد الذي يملك فرصتين للتأهل الى "يوروبا ليغ" عبر الدوري ومسابقة الكأس التي بلغ مباراتها النهائية لمواجهة أتلتيك بلباو (لم يحدد موعد المباراة بعد تأجيلها بسبب "كوفيد-19").
وتنطلق المرحلة بلقاء إيبار وضيفه بلد الوليد، على ان تستكمل بتسع مباريات في التوقيت ذاته، منها فالنسيا وإسبانيول، ريال بيتيس وألافيس، ريال مايوركا وغرناطة، سلتا فيغو وليفانتي، أتلتيك بلباو وليغانيس.
ويحتاج ليغانيس ومايوركا الى الفوز للحفاظ على آمالهما الضئيلة للبقاء في الدرجة الأولى، اذ يحتلان المركزين الثامن عشر والتاسع عشر تواليا، بفارق أربع نقاط عن ألافيس صاحب أول مراكز الأمان.