مقال رأي : غادي نبلبلوها تعني أسوأ بداية للرجاء في الدوري والخضوع للظلم

مقال رأي : غادي نبلبلوها تعني أسوأ بداية للرجاء في الدوري والخضوع للظلم

المغرب, منذ 1 عام و 5 شهر أيمن شكري

بعد الموسم الماضي الذي كان صعبا على أنصار الرجاء , احتلال المركز الثاني في الدوري , خسارة السوبر, الإقصاء من كأس العرش, الخروج من دوري الأبطال ضد الأهلي , رحيل مالانغو ورحيمي , أداء غير مقنع , رئيس بدون شخصية قيادية , كل مشجعي الفريق البيضاوي كانو ينتظرون المنقذ , ذاك الذي سينتشل الفريق من الإنحدار وإرجاعه لسكته الصحيحة.

ظهر البدراوي كمرشح قبل نهاية الموسم الماضي , ولقي دعما لا يمكن مقارنته بدعم أي رئيس آخر من قبله , ولعل ما شفع له هو حديثه الشعبوي , و وعوده بالانتدابات الوازنة وبتنقية الفريق من الدخلاء حسب رأيه.

جمهور الرجاء وقف في صف البدراوي وقد وصلت الامور لتنحي الرئيس السابق "أنيس" عن الرئاسة , وهذا ما حدث بالفعل فالمكتب السابق قدم استقالته، ليترك المجال شاغرا للبدراوي الذي لم يكن أحد يجرأ على منافسته , فالجمهور الذي كان أكبر همه التجديد للزنيتي و الوردي وركائز الفريق , أصبح يطالب بانتدابات من المستوى العالي.


فكيف يمكن لأحد أن ينافس البدراوي على الرئاسة , فكل المرشحين كانت برامجهم تتحدث عن المستقبل والانتدابات المعقلنة وأمور لا يستطيع مشجع راجاوي شهد لقطة بنحليب ينظر لساعة الملعب في مباراة نهائية ضد الأهلي أن يقبلها ؟


فالسيد عزيز قد نال حب الجميع فقط بوعوده المالية الكبيرة... وبذلك منع أي منافسة ممكنة لمنصب الرئاسة الذي كان ملكه بحب الجمهور حتى قبل تحديد موعد للجمع العام،
أصبح البدراوي رئيسا والكل ظن أن الرجاء خرج من دهاليز الفقر , ولعل منحة الديربي الخيالية 10 ملايين لكل لاعب جعلت الجماهير تطالب برحيل الجميع وتعويضهم بالجميع , فالبعض ينادي بحمدالله والاخر ينادي ببيرسي تاو , البعض يريد بييلسا وأخرون موسيماني.


صيف مر صعبا على جماهير الرجاء التي ظلت تنتظر طيلة فترة الانتقالات إلى أن وصل العداد ل17 لاعبا جديدا دون أن يكون أي واحد من بين الأسماء المرغوبة, 17 لاعبا تناوبوا على اختيارهم الخبراء الذين فشوا في كل تجاربهم السابقة والحديث هنا عن الأستاذ "فهمي" والاسطورة "هلال الطير" دون نسيان الحصان الأبيض "أبوشروان".


ثلاثة لاعبين سابقين ظنو أن تجاربهم بالفرق الصغيرة كفيلة بجعلهم قادرين على إدارة فريق من حجم الرجاء.

والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فالرئيس الجديد وعد بالمصالحة مع الجامعة والإعلام "الفاسد" حسب ما يتم تداوله, وكنتيجة لذلك البنزرتي لم يحصل على استئناف لعقوبته على الرغم من مرور سنتين على معاقبته، والأيادي الخفية التي ضغطت على البنزرتي للرحيل لم تتوقف عند هذا الحد، بل جعلت الرجاء يعاني تحكيميا في كل المباريات منذ بداية الموسم لحدود كتابة هذه الأسطر.

ست جولات ظلم فيها الرجاء تحكيميا بكل الطرق الممكنة، وإدارة الفريق التزمت الصمت , صمت يعبر عن خضوع واستسلام أكثر من مصالحة مع الجهاز الوصي على العبة في المملكة الذي تفنن في الإساءة للفريق بكل الطرق الممكنة.

اللهم بلاغ "رطب" , لا يسمن ولا يغني , بعد فضيحة الديربي التي كان الكزاز بطلا لمسرحيتها، هذا كل ما في جعبة إدارة الرجاء، لمواجهة السادية التي تمارسها الجامعة عليها.

فإلى متى ستستمر إدارة الرجاء في هذا الإنبطاح، ومنذ متى كان الصلح يعني الخضوع , يبدو أن نية البدراوي الحسنة جعلته يظن أن منافسيه لن يقبروه , لكنها البداية فقط... فالاستمرار في الخضوع سيجعل الفريق يمر بأزمة أكبر من أزمة بودريقة, وهذه المرة لن تكون أزمة مالية فقط , بل رياضية وتسييرية.

البدراوي ومكتبه عليهم ترتيب الأوراق والمبادرة للهجوم في رقعة الملعب, الرجاء عبر التاريخ لم يخضع, وكان رمزا للطبقة العاملة المقاومة ضد "خونة الداخل، و الخارج"، ولن يخضع اليوم لشخص طلب إزالة اللون الأخضر من الأقمصة الأساسية للفريق الوطني , فقط لكرهه للرجاء.

 

جمهور الرجاء يحن لأيام الزيات , الذي وقف مع الرجاء ضد الجميع , ولعل مباراة الجديدة , أظهرت معدنه, رئيس لم تنصفه "كورونا" , ولا فئة من الجماهير التي لم تقدر وجود رئيس كالزيات على رأس الفريق.