الروحلي يكتب.. لماذا على الرجاويين الدفع في اتجاه عودة بودريقة ؟

الروحلي يكتب.. لماذا على الرجاويين الدفع في اتجاه عودة بودريقة ؟

المغرب, منذ 10 شهر و 22 أيام هيئة التحرير

محمد الروحلي

   يعود مرة أخرى اسم محمد بودريقة للرواج بقوة، كمرشح فوق العادة، لرئاسة فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم.
 
   ويتزامن هذا الرواج الذي تتفرد به مواقع قريبة من "السياسي المحنك"، مع اشتداد الخناق على "سيد زمانه" عزيز البدراوي، الرئيس الذي انكشفت أطروحاته الواهية، بعدما تفنن في بيع الوهم للجمهور الرجاوي، ونجاحه في تصديق كل الوعود التي قدمها.

    مغادرة المختص في معالجة اختلالات "طبق الأوزون"، أصبحت مسألة وقت فقط، فصاحبنا يتمنى لو استفاق صباح الغد، وهو بعيد عن منصب مسؤولية، لم تجلب له سوى المشاكل، إذ انكشفت بسرعة كل الحقائق كما هي، ولم يعد هناك مجال للتستر، وربح المزيد من الوقت والاستمرار في بيع الوهم...

   هناك من يتحدث عن رفض برلمان الرجاء، قرار الاستقالة إلى حين نهاية الموسم الجاري، حتى تصبح نافذة تفاديا لكل الهزات المحتملة، ليسمح بعد ذلك بفتح الباب أمام ترشيحات جديدة لمنصب الرئاسة. ( صدور بلاغ مساء أول أمس الخميس، يعلن عن عقد جمعين عامين عادي واستثنائي هذا الشهر ).

   حتى الآن هناك تعبير واحد عن نية الترشح، صادر عن الدائرة المقربة من بودريقة، وهناك من يتحدث عن احتمال تقديم جمال الخلفاوي مرة أخرى لترشيحه، وهو الذي سبق أن خسر السباق، أمام أنيس محفوظ الذي لم يعمر طويلا بالمنصب القابل للانفجار في أية لحظة.

   إلا أن مصلحة الرجاء تفرض عمل كل الفعاليات، الدفع في اتجاه عودة بودريقة لمنصب الرئاسة؛ وهذا ليس تقليلا من قيمة الخلفاوي، فرغم أن هذا الأخير يتمتع بشخصية متزنة، وكاريزما لا تخطئها العين، ورجاوي حتى النخاع له علاقات واسعة ومشروع طموح، ويمكن أن يفيد الرجاء، لكن من مصلحته ومن مصلحة الرجاء عودة بودريقة لمنصب يحوم حوله منذ هروبه الكبير، أثناء الجمع العام الذي عرف تحمل سعيد حسبان المسؤولية، في ظروف صعبة وجد معقدة. 

   من المصلحة عودة بودريقة لعدة أسباب.

- أولا : وضعه أمام مسؤوليته في كل ما حدث من تخريب للنادي.

-  ثانيا: منحه فرصة الوفاء بكل الوعود الذي لم يتردد في تقديمها، وهو الذي ألف عادة انتقاد كل الرؤساء الذين جاؤوا من بعده، وإخفاقهم في حل المشاكل التي تسبب فيها هو شخصيا، ماليا، إداريا وتقنيا.

 - ثالثا : وضع حد للحملات التضليلية والاتهامية، في حق الأفراد والجماعات، والتي لم تتوقف منذ مغادرته منصب الرئاسة؛ والتفضل بتعطيل عمل الذباب الإلكتروني الذي يتحكم فيه عن بعد وعن قرب، كلما توجهت له أصابع الاتهام...

   رابعا: استغلال منصب منح له بسخاء من طرف فوزي لقجع داخل المكتب الجامعي، للدفاع عن مصالح الرجاء، كما وعد بذلك وهو خارج الحرم الجامعي.

  خامسا: فتح علاقة جيدة مع الغريم التقليدي جاره الوداد، بعد تقربه من سعيد الناصري، خلال السنتين الأخيرتين، وأصبح بقدرة قادر صديقا مفضلا...

لهذه الأسباب وغيرها، على منخرطي الرجاء قبول ترشيح بودريقة، بكل رحابة وسعة صدر، بشرط واحد يتمثل في التأكد من مصداقية الوعود الشفهية، ومدى قابلية تحققها على أرض الواقع، وليس الاكتفاء بتوزيع وعود تغلفها الكثير من الشعبوية والبهرجة.

    ففي حالة نجاحه في إصلاح الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها، فسيكون نادي الرجاء هو الفائز الحقيقي، أما إذا فشل، فستنتهي حكاية هذا الشخص الذي يعتقد أن لديه وصاية أبدية على القلعة الخضراء.